البث المباشر

الأربعاء، 30 أبريل 2014

لهذا السبب أوقفت الحكومة عرض "حلاوة روح"


قبل خمسة أشهر من الآن اشترطت الرقابة على المصنفات الفنية على المخرج هاني فوزي حذف مشاهد من فيلمه "أسرار عائلية" الذي يعالج قضية "المثلية الجنسية" حتى تسمح بعرضه جماهيريًا. وقال الناقد الفني سمير فريد حينها، في مقاله بصحيفة "المصري اليوم": "من اللافت أن يحدث ذلك من رقابة ما بعد 30 يونيو (عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي) .. بينما تمت الموافقة على تصوير السيناريو في عهد الإخوان". هذه المفارقة، التي أظهرها الكاتب في مقاله، يستشعرها مصريون في تعامل الحكومة مع فيلم "حلاوة روح"، بطولة المطربة اللبنانية هيفاء وهبي، وقناة " فلول" التي تديرها الراقصة سما المصري. وأظهرت ردود أفعال
مثقفين مصريين، استشعارا لهذا التناقض، وهو ما ظهر جليا في البيان الذي أصدرته جبهة الإبداع (مجموعة أهلية تتشكل من شخصيات معنية بالفكر والثقافة)، والذي جاء فيه أن " قرار منع الفيلم يضعنا فى دولة يحكمها من يمارس ما لم يمارسه وزراء تنظيم الإخوان الإرهابي في عز جبروته". واتخذ رئيس الوزراء إبراهيم محلب قرارا بوقف عرض فيلم "حلاوة روح"، معزيا ذلك إلى احتواء الفيلم مشاهد "تتنافى مع أخلاقيات المجتمع وعاداته وتقاليده، وبنود الدستور وقانون الطفل"، وهو ما اعتبره معنيون بصناعة السينما تعديا على سلطة الجهاز المعني بهذه الأمور وهو "جهاز الرقابة على المصنفات الفنية". وفي السياق ذاته، قامت أجهزة المصنفات الفنية أمس، بإغلاق مقر قناة "فلول"، التي تديرها الراقصة سما المصري، تنفيذًا لقرار النائب العام هشام بركات بضبطها والتحقيق معها بتهمة عرض فيديوهات "غير أخلاقية". ورغم تأييد أغلب المثقفين والإعلاميين قرار غلق هذه القناة، إلا أن الكاتب صلاح عيسى بدا مندهشًا من صدوره في هذا التوقيت تحديدا، وتساءل، في تصريحات صحفية نشرتها بوابة الأهرام الإلكترونية اليوم: "أين كانت أجهزة الشرطة منذ 3 أشهر وقت بث قناة فلول؟". المخرج السينمائي، المقرب من جماعة الإخوان، عز الدين دويدار يجيب على تساؤل عيسى، قائلا لوكالة "الأناضول": "السلطة القائمة بهذا المنع تحاول تدعيم حملات دعائية رسمية تظهر المسؤولين بأنهم متدينون وأن الدولة تحافظ علي القيم والأخلاق .. وهذا غير صحيح". وأوضح أن "ما يتم من منع وملاحقة هو محاولة لسد حالة الفراغ الناتجة عن قمع الإسلاميين والتغييب المتعمد لهم من الساحة "، مشيرا إلى أن "بعض الذين يتمسكون بحرية الإبداع والفن، كانوا سيقومون الدنيا لو تم منع فيلم أو إبداع في عهد الإخوان والرئيس (السابق) مرسي، لكن الآن يصمتون ولا يعتبرون هذا قمعًا". لكنه في المقابل لم يخلع الغرض السياسي عن فتح الباب على مصراعيه أمام السينمائيين إبان حكم الإخوان، وقال دويدار إن "جماعة الإخوان والرئيس (السابق) محمد مرسي كانوا حريصين علي إرسال رسالة طمأنة إلى صناع السينما بأنهم ليسوا ضد الفن ولم يأتوا لقمع الإبداع". وأشار دويدار إلى "وجود محاولات من فنانين وصناع سينما وقت مرسي باستفزاز الإسلاميين بتصريحات، لكن الجماعة ومرسي كان قرارهم واضحا وهو أنه لا اقتراب من الفن والإبداع والجمهور صاحب القرار". من جانبه يفسر الناقد السينمائي الأمير أباظة، ورئيس جمعية كتابة ونقاد السينما، أداء الإخوان مع السينما بأنه "كان بهدف مغازلة التيار المدني عن طريق عدم منع أو وقف أي أفلام سينمائية، حتى لا تظهر أنها جهة متشددة دينيا وتقوم بقمع الحريات". وقال أباظة: "في المقابل، فإن وقف عرض فيلم (حلاوة روح) يهدف إلى مغازلة التيار الديني في مصر في ظل مرحلة انتقالية معادية لجماعة الإخوان المسلمين"، معتبرا أن قرار الحكومة بوقف عرض الفيلم "غير مسبوق ويعد اعتداء على حرية الرأي والتعبير". ولفت أباظة إلى أن الحفاظ على قيم وثوابت المجتمع ليس دور الحكومة ولكن هو أمر يقوم به المجتمع نفسه، مشيرا إلى أن رغم رأيه السلبي في فيلم "حلاوة روح " إلا أن هذا القرار قام بالترويج للفيلم بشكل كبير وصنع دعاية مجانية له، لم يكن ليحصل عليها لو لم يصدر هذا القرار. وتعجب أباظة من موافقة رقابة المصنفات الفنية على سيناريو الفيلم، ثم رفض الحكومة له بعد أن تم صناعة الفيلم بميزانية قدرها 20 مليون جنيه مصري ( نحو 3 ملايين دولار) وبعد طرح الفيلم بدور العرض. وأضاف: "هذا سوء استخدام للسلطة في ظل حكومة تروج نفسها بأنها تنادي بحرية الرأي وعدم التعدي على الحريات العامة".   يذكر أن تقارير صادرة عن غرفة صناعة السينما في مصر تشير إلى أن الفترة من 30 يونيه 2012، وحتى 3 يوليو 2013 ( إبان حكم مرسي) شهدت دور السينما عرض 28 فيلما، محققة إيرادات بلغت 180 مليون جنيه (نحو 26 مليون دولار). فيما انخفضت إيرادات السينما المصرية بشكل ملحوظ طيلة الثلاث سنوات الأخيرة، منذ ثورة يناير 2011، وحتى الآن، حيث شهد 2011 العام الأول للثورة، عرض 22 فيلما سينمائيا لم تحقق سوى 102 مليون جنيه فقط.


اغنية حلاوة روح المطرب  حكيم