عثر علماء الفلك على مجرة جديدة بجوار بمجرتنا درب التبانة، تعتبر عريقة في القدم لكنها أيضا صغيرة جدا.
وتبعد عنا المجرة التي باتت تحمل اسم "Kks3" سبعة ملايين سنة ضوئية فقط (وهي أبعد بنحو مرتين ونصف من أقرب أكبر مجرة إلينا وهي "أندروميدا"، وتبلغ الكتلة النجمية للمجرة الجديدة 1/10000 من الكتلة النجمية لمجرتنا درب التبانة، لذا فهي تعتبر ضئيلة بمفهوم المجرات القياسي، ومن السهل جدا عدم العثور عليها.
ونحو ثلثي "المجرة القزمة شبه الكروية" مؤلف من مواد نجمية تشكلت قبل 12 مليار سنة، أي بعد نحو مليار سنة من الانفجار العظيم، وذلك حسب الاكتشاف الذي نشر في العدد الأخير من مجلة "مانثلي نوتيسيز أوف ذي رويال أسترونوميكال سوسيتي".
وبحسب موقع "ساي نيوز" الإلكتروني، فإن المجرات القزمة شبه الكروية مثل مجرة "Kks3" تفتقر للمواد الخام الضرورية لتشكل
نجوم جديدة، تاركة وراءها آثارا قديمة خافتة. وتقريبا فإنه في جميع الحالات فإن مجرات عملاقة مجاورة مثل مجرة "أندروميدا" تنتزع هذه المواد الخام، لهذا فإن الغالبية العظمى من المجرات القزمة تظهر قرب مجرات أكبر بكثير.
وعلى سبيل المثال، فإن مجرة قزمة شبه كروية أخرى هي "KKR25"، والتي عثر عليها عام 1999 تدور حول درب التبانة على متوسط مسافة تبلغ نحو خمسين ألف سنة ضوئية.
ووفقا لقاعدة بيانات "إكسترا غالاستيك لمركز تحليل ومعالجة الأشعة تحت الحمراء (آيباك) التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)" -وتختصر بالحروف "إن إي دي" (نيد)، فإن المجرات القزمة شبه الكروية هي على الأرجح الأكثر شيوعا بين المجرات في الكون.
وتوضح "نيد" أنه رغم لمعانها الضعيف فإن المجرات القزمة شبه الكروية ربما تضم أكبر قدر من المادة المظلمة، وهي بذلك تسهم بشكل كبير في كتلة الكون.
ويقول ديمتري ماكاروف من "المرصد الفيزيائي الفلكي الخاص" في جمهورية قراتشاي-تشركيسيا (إحدى جمهوريات الاتحاد الروسي التي تتمتع باستقلال ذاتي)، ومؤلف الورقة البحثية التي أعلن فيها عن اكتشاف "Kks3"، فإن العثور على مثل هذه المجرة مهمة صعبة للغاية حتى مع استخدام تلسكوبات فضائية مثل هابل.
ويضيف ماكاروف "لكن مع المثابرة فإننا نبني ببطء خارطة لجوارنا المحلي، الذي بدأ يظهر أنه ليس شاغرا كما كنا نعتقد"، وربما يتبين وجود عدد ضخم من المجرات القزمة شبه الكروية في هذا الجوار، وهو شيء ستكون له تبعات عميقة على أفكارنا بشأن تطور الكون، على حد تعبيره.
ويؤكد أن فريق العلماء سيواصل البحث عن مزيد من تلك المجرات القزمة، وهي مهمة ستصبح أسهل بعض الشيء في السنوات القليلة المقبلة، عندما تدخل في الخدمة تلسكوبات مثل "جيمس ويب تيليسكوب"، و"التلسكوب الأوروبي بالغ الضخامة" (يوروبيان إكستريملي لارج تيليسكوب).
المصدر :
http://www.aljazeera.net/news/scienceandtechnology/2014/12/28/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%88%D8%B1-%D8%B9%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D9%82%D8%B2%D9%85%D8%A9-%D8%A8%D8%AC%D9%88%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%AC%D8%B1%D8%AA%D9%86%D8%A7